سحر يهودية يجعل شاب سعودي يجن ويعيش بالمقابر
(يهودية) من اليمن عصفت بحياة شاب سعودي قرابة خمسة أعوام فمنعته من زيارة أهله ومنعته من النظافة وجعلته يطارد الكلاب وينام في البيوت المهجورة والمقابر.
وكانت (الجزيرة) قد نشرت قصة الشاب (ج.ع) ضمن جولتها في منطقة (البطحاء) في يومي 12و13 من الشهر الماضي بحثاً عن قصص المدمنين وحكاياتهم، حيث تم استعراض قصته بوصفه (مدمناً تائباً)، وتطرق الحديث إلى معاناته النفسية التي تمنعه من الرجوع إلى أهله أو الحياة بصورة طبيعية وكيف كان يمشي في الليل مسافات طويلة دون أن يكون واعياً حتى يفيق ليجد نفسه في أماكن بعيدة ذكر منها مقبرة (السبالة) دون أن يعلم لماذا كان يذهب هناك.
وكان (ج) قد أبلغ (الجزيرة) أنه يعتقد أن هناك عملاً من (السحر) تم وضعه له من قبل فتاة كان على علاقة عاطفية بها فيما مضى.
وفي تطور (دراماتيكي) للأحداث تم عرض (ج. ع) على ثلاثة من المشايخ لقراءة القرآن عليه، حيث تناوب الثلاثة في القراءة لمدة تقارب الثلاث ساعات وفق الشيخ فهد الموزان رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع البطحاء، الذي ابلغنا أنه بعد أن تمت القراءة على (ج) تفاجأ الجميع بصوت امرأة تحكي على لسان الشاب بلهجة (يمنية) لتقول وسط ذهول الجميع إنها (جنية يهودية) من اليمن استقرت في حياة الشاب بعد أن تم عمل (السحر) له.
ويضيف الشيخ الموزان: أخبرتنا الجنية أن (السحر) تم وضعه في مقبرة (السبالة)، حيث كان الشاب ينتبه ليجد نفسه هناك في وقت متأخر من الليل دون وعي منه وفوراً انطلقت فرقة من الهيئة يرافقهم المشايخ المتمرسون في التعامل مع هذه الحالات لإخراج السحر المدفون هناك، حيث أخبرتنا (الجنيّة) بأماكن أعمال سحر وضعت لأناس آخرين، وفعلا وجدناها وهي عدد من العقد والأوراق المليئة بالطلاسم وضعت في حذاء قديم تم دفنه في هذا المكان. بعد أن تم إخراج (السحر) والتعامل معه عن طريق القراءة والحرق عاد الشاب (ج) إلى وعيه وحياته الطبيعية وكان أول ما قام به هو التطهر وتنظيف جسده، حيث كان من نتائج سيطرة (الجن) عليه في السابق أنهم كانوا يمنعونه من النظافة والحلاقة بل حتى تقليم الأظافر. يقول (ج): كنت عندما أحاول تقليم أظافري أحس بألم شديد وأرى الدم يسيل من أصابعي وحين كنت أسال أصدقائي ان كانوا يرون ما أرى كانوا يجيبون بالنفي!
وفي اليوم التالي انفرجت أزمة (ج) مع أهله، حيث ذهب إلى منزلهم مع اثنين من المشايخ ليخبروا أسرته بما حدث لينتج عن ذلك عودته إلى منزله من جديد بعد خمس سنوات من تركه لهم، حيث كان يعاني أيضاً من كراهية شديدة لمنزل أسرته فلم يكن يطيق الجلوس فيه لدقائق قليلة بسبب (السحر)، ويضيف: كنت قد تركت منزل أهلي إثر خلافات نشبت بيننا حول إدماني (الخرش)، ومنذ أن أقلعت عن التعاطي قبل عام حاول أهلي معي كثيراً لكي أعود إلى المنزل ولكني لم أستطع ذلك، وقد زرتهم أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت أمي تمسك بثوبي وتبكي وهي ترجوني البقاء معهم ولكني كنت أخرج سريعاً من المنزل حتى أستطيع التنفس والشعور بالراحة خارجه.
((( الفرق واضح )))
عندما قابلنا الشاب (ج.ع) بعد أن تم علاجه لاحظنا التغير الكبير الذي طرأ عليه، الابتسامة لا تفارق محياه فيما بدأت على وجّهه علامات الراحة والاستقرار، كما أصبح أكثر انطلاقاً في حديثه معنا.
كما التقينا القراء الثلاثة.. وتكلم في البداية الشيخ أحمد المغيصيب الذي أشار إلى أنه بدأ القراءة حتى تكلم الجن ليكتشفوا أنها امرأة يهودية، حيث حاولت التشكيك في العقيدة، ويقول المغيصيب: إن هذه المماطلة والمماحكة هي من أساليب الجن المتبعة للتخلص ولو مؤقتاً من قراءة القرآن التي تعذبهم.
أما الشيخ أبو عبد العزيز فقد كان خارج الرياض حين اتصل به مركز الهيئة وطلبوا مساعدته وذكر أن الجنية مارست أيضاً سب الإسلام وشتم الدين أثناء القراءة وأنها حين تم تضيق الخناق عليها قالت: لا أستطيع الخروج حتى يتم حفر المدفون وإخراجه وهو في مقبرة السبالة.
يقول أبوعبدالعزيز: ذهبنا إلى هناك وكانت الساعة الثانية صباحاً وقد وجدنا السحر مدفوناً في ملابس تم أخذها من (ج) مسبقاً، وأضاف: قالت لنا الجنية إن أهلها سيقتلونها لا محالة بسبب خروجها وفضحها لمكان السحر ولذلك فهي ستدلهم على مكان سحر آخر تم وضعه لامرأة، وفعلاً أخرجنا من المقبرة عدداً من الخرق القماشية، وأيضاً في طريق عودتنا مررنا بمقبرة الطرادية وتكلمت الجنية قائلة: إن هذه المقبرة مليئة بأعمال السحر..
((( هناك الكثير من السحرة )))
وتكلم الشيخ الثالث وهو خالد الشعلان لافتاً إلى وجود عدد كبير من السحرة وأنه لا يحس بذلك إلا من عاني كالشاب (ج) وأهله، وشدد الشعلان على أهمية القضاء على هؤلاء السحرة وان ذلك لن يتم إلا بإقامة الحد الشرعي وهو القتل حتى لو أعلن الساحر توبته، ويبرر الشعلان بأن التوبة بين الساحر وبين ربه أما الضرر فقد تم ولا بد من عقوبته وخصوصاً أن أغلبهم لا يصدقون في توبتهم بل يعودون ولاسيما أنهم يصبحون مهددين من السحرة الآخرين ومن الجن.وأشار الشعلان إلى أن خطورة السحرة تكمن في عدم ظهورهم وانكشاف أمرهم للناس وذكر قصة عن شخص مغربي الجنسية كان يعمل في مغسلة للموتى وكان متعاوناً مع السحرة يضع لهم أعمالهم السحرية في جثث الموتى حتى لا يتم إخراجها.
وعن أساليب السحرة وطرقهم أكد الشعلان أن من أبرزها هو السؤال عن اسم الأم أو طلب قطعة من الملابس أو الشعر محذرا ممن يقوم بهذه الأشياء، وأوصى بالحرص على الأذكار والفرائض والبعد عن أماكن تجمع الجن.
((( بيوت مهجورة مرتع للسحرة )))
بعد خروجنا من المقبرة، ذكر لنا (ج) قصة أحد البيوت المهجورة التي وجد نفسه يوماً من الأيام قد نام فيها دون أن يشعر، فذهبنا إلى البيت الذي كان يوجد به بئر قديم ذكر الشيخ أبو عبد العزيز ان الجنية ذكرت هذا البئر في حديثها وانه يوجد به الكثير من أعمال السحر، كما ذكرت أنها جعلت (ج) يرمي ورقة نقدية فيه 200 ريال كان قد أعطاها إياه الشيخ المغيصيب في السابق، ويقول (ج) لم أكن أشعر بنفسي، حيث استيقظت في الصباح لأجد رأسي على حافة البئر.عند تجولنا في البيت المهجور لاحظنا وجود غرفة فيها فراش وبعض الأواني قال لنا (ج) إنها غالباً ما تكون لأحد مدمني (الخرش)، كما لاحظنا وجود بعض الخزائن التي تم كسر أبوابها مما يدل على أن مثل هذه البيوت هي مرتع لبعض السارقين جنباً إلى جنب مع المدمنين، بالإضافة إلى السحرة الذين أكد لنا المشايخ أن مثل هذه الأماكن تعد مفضلة لهم بسبب قذارتها وغموضها وإمكانية إخفاء الأعمال السحرية فيها حتى لا يجدها أحد ويبطل مفعولها.
(((دعاء الأم ودموعها )))
وفي موقف مؤثر أشار الشعلان إلى أن الجنية قالت لهم أثناء القراءة: احمدوا ربكم أن هناك عجوزاً تدعي له فقد حال هذا الدعاء بين (ج) وبين عذابات كبيرة، وفعلا - يقول الشعلان - عندما كلمنا أهله قال لنا أخوه ان والدتهم لم تكن تنام الليل بل كانت تقضيه في الصلاة والبكاء والدعاء لابنها.
يقول (ج): عندما قابلت والدتي أجهشنا بالبكاء وخصوصاً أنها كانت ترجوني في السابق أن أبقى في المنزل ولم أكن أستجيب، أما الآن فأنا ملازم لها سعيد برجوعي وقربي منها فقد كنت في حالة شديدة من الضياع ما بين إدمان (الخرش) وهذه المصيبة التي سكنتني حتى أعانني الله في التخلص منها.
ويتذكر: وصل بنا الضياع إلى درجة أننا كنا نتناول المسكر في المقبرة أنا وحارسها، حتى انه في يوم من الأيام حصلت مشكلة بين الحارس وبين بعض المواطنين فاكتشفوا أنه سكران وطلبوا له الهيئة عندها هربت واختبأت في أحد القبور وظللت أشرب طوال الليل حتى طلوع النهار.
وكان (ج) قد تمنى في حديثه السابق مع (الجزيرة) التخلص من (السحر) حتى يحقق ثلاثة أشياء وهي: العودة إلى أهله، ثم العودة إلى وظيفته، والزواج، وهو الآن سعيد جداً ومتفائل فقد قطع نصف المشوار بتخلصه من (السحر) وعودته إلى أهله، وتبقى له العودة إلى وظيفته العسكرية، حيث كان منخرطاً في (حرس السجون) قبل أن يتم فصله لتغيبه المتكرر عن العمل أثناء تعاطيه المشروبات الكحولية، يقول (ج): أتمنى الرجوع إلى وظيفتي حتى أتمكن من الزواج والاستقرار بعد هذه المعاناة الطويلة التي امتدت لأكثر من 16 عاما
تعليقات
إرسال تعليق